[SIZE="5"]آداب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
الرفق
إنك قلما أغضبت شخصاً فقبل منك، وكلما أمكن أن تأمر وتنهى برفق، كان هذا هو المتعين عليك.
الحلم
من الممكن أن تواجه من المُنْكَر عليه كلمات جارحة وأسلوباً غير مناسب. فعود نفسك على أن تكون واسع البال، واسع القلب بطيء الانفعال، واجه الكلمة بالابتسامة، واجهها برد حسن واجهها بنكتة أحياناً وطرفة، فوِّت الفرصة على هذا الإنسان؛ لأنه يجن جنونه إذا رأى أنه في ذروة الانفعال والغضب وأنت أعصابك كما يقال: في الثلاجة، لم تتحرك ولا انفعلت، إنما قابلت كلامه الغليظ بابتسامة أو بنظرة أو بكلمة حلوة أو بنكتة قلتها له، فإن هذا أعظم ما تستطيع أن تغلبه به.
العدل
العدل يأخذ صوراً شتى، منها:
أن هذا الإنسان الذي وقع في المنكر لا تنس أن له حسنات، فلو أتيت وقلت له: يا أخي في الحقيقة أنت رجل صالح، وأنا أشهد لك، ليس على سبيل المجاملة، لكن من باب العدل الذي أمرنا الله به، أنك محافظ على الصلاة في جماعة، وهذا هو الذي أغراني أن أقول لك كذا وكذا، فهذا من أسباب القبول لأنك عادل، لكن إذا تجاهلت كل حسنات هذا الإنسان وأهدرتها ربما لم يقبل منك. وكذلك العدل تحتاج إليه فربما يحصل من جراء إنكار المنكر -أحياناً- موضوعات تطول مثل قضية مخاصمة أو رفع إلى القضاء أو ما أشبه ذلك، فهنا أكون عادلاً وأقول الكلام الذي لي، والكلام الذي علي، وأراقب الله عز وجل في ذلك.
الصبر
إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يلقى الأذى: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) [لقمان:17].
الإسرار والإعلان
قضية الإسرار والإعلان في موضوع المصلحة، هل تنكر سراً أم تنكر علناً؟ كلاهما وارد في الشرع، فقد يكون من المصلحة أن تنكر علانية وقد يكون من المصلحة أن تنكر سراً.
الحكمة
الحكمة قضية مشكلة جداً؛ لأن كثيراً من الناس لا يستطيع أن يعرف بالضبط ما المقصود بالحكمة، فبعض الناس يعتقد أن الحكمة تعني ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا قلت لشخص: يا أخي بارك الله فيك صلِّ، قال: ادع بالحكمة، تكلم لكن بحكمة، تكلم بحكمة، فماذا فعلنا نحن؟ كل ما في الأمر أننا وجهنا إليك نداء ودعاء بأن تصلي! قال لك: يا أخي بحكمة.
ولا شك أن هذه من الأشياء التي أصبح كثير من الناس لا يعرفونها حق معرفتها، وبالمقابل قد يخفى على بعض الناس وجه الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يقوم بعمل لا تتوفر فيه الحكمة بشكل كافٍ، فلا بد من الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكمة في كل شيء بحسبه كما يقول الشاعر: ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى من الحكمة أن تستخدم اللين في موضعه، لكن من الحكمة أن تستخدم الشدة في موضعها أيضاً.
النظر في المصالح والمفاسد
هي قضية مهمة وهي قضية المصلحة والمفسدة، لماذا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟
نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حتى نحقق المصالح وندفع المفاسد، وإنما بعث الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام من أجل جلب المصالح وتكميلها وتقليل المفاسد وتعطيلها، فأنت حين تأمر أو تنهى تقصد المصلحة. فلو علمت أن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر يترتب عليه مفسدة حينئذ يكون ممنوعاً عليك
[/SIZE]