ياريتني كنت طفلاً
من منا لم يقلها ؟ ، من منا لم يدق قلبه بترقبها وانتظارها ؟ ، من منا لم تخرج منه ولو حتى بدون قصد ؟
ياريتني كنت طفلاً
هل تنكر انك تشعر بها ؟ ، تشعر بجمالها ؟ ، تشعر بصفائها ؟
ياريتني كنت طفلاً
تتذكرها ؟ ، تتذكر لحظاتها المرحة ؟ ، عندما ترتسم ضحكة ظاهرة على وجنتيك ؟ ، وتقفز مع احبائك وأصدقاءك وفرحتك لا تسع الوصف ؟ ، لا تشعر بملل ولا يأس ابدا؟ ، عندك وقت كثير ، فتمهل وكأن وقتك هو ملك لك ؟ ، لا أحد يتحكم به سواك ؟
رددها وركز معي في معانيها
ياريتني كنت طفلاً
رأيت كم انك ارتحت عندما قلتها ؟ ، شعرت بحلاوتها الآن ؟
قلها ثانيةً
ياريتني كنت طفلاً
تشعر بدقات قلبك تتسارع ؟ ، وحرارة جسدك ترتفع ؟ ، ودموعك تكاد تنهمر دون توقف ؟ ، ويداك ترتجفان ؟
انه تأثير ضغوطك عليك ، التي تحاول ان تغلبك ، وتسيطر عليك ، كي تشعرك بمرارة الطفولة ، اياك ان تصدقها ، بل ردد
ياريتني كنت طفلاً
ارتحت الآن ؟ ، هل تعرف ماذا حدث ؟ ، ركز معي ؟
والآن ؟ ، هل فهمت ؟
انه صوت مشاعرك
ام ان ضغوط الحياة انستك ان هناك مشاعر يجب ان تعطي لها اهتماما ؟
ركز معي مرة ثانية ، لن أخذ من وقتك القليل
اشعر بنبضات قلبك ، لا لا لا تعد نبضك ، بل اسمع ماذا يقول لك قلبك
تعرف ، عندما جربت ذلك اتعرف ماذا سمعت ؟
سمعت كلاما لم اكن اتصور ان لقلب مثل قلبي يستطيع ان يقوله بعد ما يقاسيه ، اتعرفون ماذا قال ؟
قال لي بلهجة جافة
ان كنت تتصور ان مشاعرك هي علي بابا او مصباح علاء الدين أو جني الامنيات فأنت واهم ، واهم ومجنون ، هل تريد انت تعود طفلاً ؟ ، لقد ادهشتني كثيراً ، لم اتوقع من انسان مثلك أن يتمنى شيئا ، فأنت لا تستحق أي أمنية أو طلب انفذه لك
نظرت اليه مدهوشاً ومتعجباً وانا اقول له بلهجة توحي بالتعالي والتكبر
وهل أجرمت بأن تمنيت شيئا من حقي ، ألست انسان لدي قلب و......
قاطعني قائلا
منذ متى وانت تشعر بوجودي ، بوجود قلب يجعلك تعيش ؟
لقد رميتني انا ومشاعرك واقفلت علينا غرفة وأضعت مفتاحها ، وكما في الافلام هربت منها ، لكن مشاعرك مازالت هناك ، لقد نسيت ان مشاعرك هي اهم شئ عندك ، وانني سبب وجودها
فكما يقولون : من ليس له قلب ليس له مشاعر
وقد جعلت اعباء العمل ومسئولياتك الكثيرة تقف في طريقك وطريقي وطريق مشاعرك ، لقد حبست كلينا داخلك دون ان تعطي لنا اي اهتمام مثل ما يفعل بقية البشر او بعضهم ؛ فليس كل البشر يقدرون أهميتنا
ولكن نحن من خلقنا الله لنجعلكم تتنفسون وتعيشون
كل ذلك يحدث أمامي وانا مدهوش ، فماذا ارد واقول
اخبرني يا من تقرأ كلماتي ، ماذا كنت ستفعل لو انك مكاني
لم استطع ان افعل شئ غير انني بكيت ، بكيت بشدة
كنت اول مرة اعرف طعم البكاء
لم ابكي من قبل
ياللهول ، لم تبكي من قبل؟
هكذا رد عليا قلبي ، فبكيت أكثر .
وفجأة ، شعرت بشئ يهتز في داخلي ، فبكيت أكثر
وبعد لحظات لم تتعدى الثانية ، رأيت مشاعري تبكي
وسمعت قلبي يقول
لقد حررت مشاعرك !!!!!!
كيف فعلت ذلك ؟
عجزت كلماتي عن الرد ؛ لأنني من الأساس لا استطيع اجابة هذا السؤال!
بل كنت انظر الى مشاعري وهي تنظر الي وكأنها أول مرة تراني ، فظللت ابكي
هل انا كنت احبسك طوال هذه السنون ؟
قلت لها ذلك بعد ان التقطت انفاسي ، ولكن لم أسمع رد
شعرت بأن مشاعري قد فارقتني ، انها لاتجيب
قال القلب معاتباً
ماذا فعلت بها ؟ ، ماذا فعلت ؟ ، انها لا تنطق ولا تتحرك !!
كنت اسأل نفسي نفس السؤااال لكنني لا أجد اية اجابة !!!
النجدة النجدة ... ظللت في داخلي اصرخ بدون حراك او نطق
قلت في نفسي
ما الذي فعلته ، وكيف اتصرف ، هل احضر طبيبا؟ ، ومن أين سأتي بطبيب يعالج مشاعر ؟!!!!!!
ماذا سأفعل ، فليجبني احد
وبعد كل ذلك ، وكل الأسف الذي أشعر به في داخلي
انتظروا لحظة
ما هذا الذي حصل ؟!!!!!
أنا .. .. .. أنا
أنا أشعر !!!!!! ياللعجب ، ماذا حدث
لقد شعرت ولأول مرة في حياتي من بعد ان تحولت من طفل الى شاب ، كانت دائما تغلبني القسوة ويضغط عليا العمل على اتخاذ قرارات لم اكن اتصور انني من الممكن ان اتخذها يوماً
ولكن مع مرور الزمن وبكل أسف تعودت على ذلك الامر
ولكنني الآن ، انظروا ، انا اشعر ، انا احس بما حولي ، ما هذا ، احساس رائع ، ان تكون حرا سعيدا ، كما ولو انك صغير
نعم ، لقد تذكرت ، ان السبب وراء حديثي انا وقلبي هو انني اريد ان اعود الى مشاعر الطفولة
ولكن من يحتاج الى الطفولة ما دامت استطيع ان احصل عليها في كبري ، وايضا ان احصل على المال والجاه والشهرة معا
ولكن ، انتظروا لحظة ، ماذا أقول ، ياللعجب ، ومن يهتم لكل ذلك مادامت مشاعر طفولتك داخلك
ولكن... لكن مشاعر الطفولة وحدها لا تكفي
ولك ايض الجاه والمال والعظمة لا ينجحان وحدهما
ما هذا الغباء ، هل انحدرت افكاري لهذه الدرجة !!!!
كيف اقارن بين مشاعر الطفولة والمال والجاه والعظمة ؟
حتى ان كنت فقيرا غريبا ولا يعرفني احد ، لكن مشاعري وحدها تجعلني اعيش حياتي واراها وردية وتتفتح امامي كل الطرق
ولكن ، المشاعر ، المشاعر وحدها هي التي تصنع المستحيل ..
لكن لحظة ، لقد تركت مشاعري تبكي وظللت اتحدث لنفسي !! كم انا غبي
ايتها المشاعر ، سامحيني ، سامحيني يا من قصرت بحقك ، سامحيني يا من عرفت حقك في وقت متأخر ، اعرف انكي لن تسامحيني ، ولن الومك ، فانتي هو اكثر شخص قسوت عليه ، لكنني ناد....
قاطعتني قائلة بصوت عذب جميل ازاح عني كل ما شعرت به
سامحتك ، لانني جزء منك ، وانت جزء مني
ومنذ الآن والى مدى العمر ، تغيرت تماما
في عملي ، في بيتي ، في الشارع ، في كل مكان ، كنت أعامل الناس بما يرضي ربي أولا ثم يرضي مشاعري ثم يرضي ضميري فيجعلني راضية حامدة شاكرة
صرت اعامل الناس بحسن نية وطيبة ، في بعض الوقت كنت قاسية ، لكن كان معي كل الحق ، فالحياة ليست طيبة دائمة ، ولا قسوة متصلة
ومن الأن ، اصبحنا انا والمشاعر اكثر من اصدقاء ، بل اكثر من اي علاقة محبة في الدنيا
لانني ومشاعري وقلبي وضميري
واحد
1
1
